«أو» في هذه الآيات كلها ، بمعنى الواو ، والله أعلم.
قال النابغة :
٥٧٣ ـ قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا أو نصفه فقد |
أي : ونصفه.
وقال توبة الحميري :
٥٧٤ ـ وقد زعمت ليلى بأنّي فاجر |
|
لنفسي تقاها أو عليّ فجورها |
وقال غيره :
٥٧٥ ـ نال الخلافة أو كانت له قدرا |
|
كما أتى موسى ربّه على قدر |
وقال آخر :
٥٧٦ ـ قرى عنكما شهرين أو نصف ثالث |
|
إلى ذاكما قد غيّبتني غيابيا |
وقوله تعالى : (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (١) ، يحتمل أن يكون بمعنى الواو.
وقوله تعالى : (إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (٢) ، حكي عن الأخفش أنه
__________________
٥٧٣ ـ البيت تقدم ص ١٧٥.
٥٧٤ ـ البيت لتوبة الحميري ، وهو شاعر من العشّاق المشهورين ، صاحب ليلى الأخيلية ، وقصته معها في الأغاني ١١ / ١٩٤ ، والبيت في مغني اللبيب ٨٩.
والشاهد فيه مجيء «أو» للجمع المطلق كالواو ، وهذا قول الكوفيين ووافقهم الأخفش والجرمي.
٥٧٥ ـ البيت لجرير من قصيدة له في مدح عمر بن عبد العزيز ، وهو في ابن عقيل ٢ / ٢٣٣ ، وشرح الفرائد الجديدة للسيوطي ٢ / ٧٥٣ ، والجنى الداني ٢٤٧ ، وديوانه ص ٢٠٥.
٥٧٦ ـ البيت لابن أحمر وهو في الإنصاف ٢٠٠ ، والمساعد ٢ / ٤٥٩ ، والصاحبي ١٧٢ ، وتأويل مشكل القرآن ٥٤٤.
وأراد بالغياب الغيابة ، ولذلك أنّث ، كما قال تعالى : (فِي غَيابَتِ الْجُبِّ.)
(١) سورة البقرة : آية ٧٤.
(٢) سورة الصافات : آية ١٤٧.