وكذلك جميع ما جاء على مثاله ، فهذه طريقة المفسرين.
وقال النضر بن شميل : إذا كانت لما مضى وردعا عليه جاز الوقف عليها ، نحو قوله تعالى : (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا) (١) ، وقوله : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا) (٢).
ـ وأما إذا كانت بمعنى القسم فإنها تكون مبتدأة غير راجعة إلى ما قبلها ولا يوقف عليها كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (٣) (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) (٤) (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) (٥) ونظائرها كثيرة. وأما قوله تعالى : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٦) فإنها تحتمل الرد والقسم جميعا.
__________________
(١) سورة المعارج : آية ٣٩
(٢) سورة الهمزة : آية ٣.
(٣) سورة المطففين : آية ٧.
(٤) سورة المطففين : آية ١٨.
(٥) سورة الانفطار : آية ٩.
(٦) سورة قريش : آية ٤.
ـ وقد نظم المؤرخ الموريتاني الكبير والأديب البارع ـ المختار بن حامد الديماني بارك الله في حياته ـ أحكام كلا فقال :
١ ـ كلّا ثلاثا وثلاثين ترى |
|
في محكم التنزيل قال من قرا |
٢ ـ بأحد عشر يجوز الابتداء |
|
ويحسن الوقف عليها أبدا |
٣ ـ ينجيه كلّا ونعيم كلا |
|
وما بإثر شركاء حلّا |
٤ ـ وقبل بل ران كذاك بعدا |
|
لفظ لهم عزّا وبعد عهدا |
٥ ـ أخلده كلّا ، وكلّا بل لا |
|
وهكذا فيما تركت كلّا |
٦ ـ وكملت بما تلت منشّرة |
|
وأن أزيد واحدا وعشره |
٧ ـ وباثنتين الابتداء منعا |
|
ومنع الوقف عليهما معا |
٨ ـ وهما اللتان أتتا من بعد ثمّ |
|
لدى التكاثر وفي سورة عمّ |
٩ ـ وباثنتين الابتدا لن يعتمى |
|
والوقف لا بأس به عليهما |
١٠ ـ أن يقتلون قال كلا والتي |
|
بعد لمدركون قال أتت |
١١ ـ والوقف غير حسن فيما عدا |
|
هذا ولكن قد يجوز الابتدا |