«إن» الخفيفة
ـ قال المبرد : إن الخفيفة المكسورة لها ثلاثة مواضع :
ـ تكون بمعنى إذ نحو قوله تعالى : (وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١) معناه إذ كنتم ، وقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ) (٢).
ـ وتكون بمعنى الجحد كقوله تعالى : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (٣) ، وقوله عزوجل : (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (٤).
ـ وتكون حرف الشرط كقوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي) (٥) ، وكقوله تعالى : (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) (٦).
ـ وقال غيره : تكون «إن» بمعنى «قد» نحو قوله تعالى : (إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) (٧) ، وقوله تعالى : (إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً) (٨) المعنى قد كان وعد ربنا لمفعولا.
و «إن» تجزم ما بعدها وتحدث في الماضي معنى المستقبل كما أنّ «لم» تحدث في المستقبل معنى الماضي.
«أن»
ـ فأما «أن» بفتح الألف فلها أيضا ثلاث دلائل :
ـ تكون الباء واللام فيها مقدرتين نحو قوله تعالى : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) (٩) ، أي : بأن كنتم أو لأن كنتم ، وكذلك قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) (١٠).
__________________
(١) سورة البقرة : آية ٢٧٨.
(٢) سورة الأنفال : آية ٤١.
(٣) سورة الملك : آية ٢٠.
(٤) سورة الشعراء : آية ١١٥.
(٥) سورة يوسف : آية ٦٠.
(٦) سورة الدخان : آية ٢١.
(٧) سورة الأعلى : آية ٩ ، وانظر مغني اللبيب باب «إن».
(٨) سورة الإسراء : آية ١٠٨.
(٩) سورة الزخرف : آية ٥.
(١٠) سورة عبس : آية ١ ـ ٢.