(بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) (١) ، وكقوله : (لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ... بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ) (٢).
«بل»
ـ قد ذكرنا حكمها أنها لاستدراك غلط وقع ، ورجوع عن الأول ، كقولك : ما قام زيد بل عمرو.
وقيل : إنها تكون لترك شيء من الكلام وأخذ في غيره ، قال الله تعالى : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (٣) ترك الكلام الأول وأخذ ب «بل» في الكلام الثاني.
وعلى هذا قوله : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) (٤) ثم أخذ في كلام آخر فقال : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) (٤).
قال الشاعر :
٥٩١ ـ بل هل أريك حمول الحي غادية |
|
كالنخل زينها ينع وإفضاح |
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١١٢.
(٢) سورة آل عمران : آية ٧٥ ـ ٧٦.
ـ ولم يذكر المصنف الوجه الثالث من «بلى» وهو أنها تقع جوابا لاستفهام غير منفي ، نحو قولك : هل يستطيع زيد مقاومتي؟
فيقول : بلى ، إذا كان منكرا لمقاومته. ومنه قول الجحاف بن حكيم :
بلى سوف نبكيهم بكلّ مهند |
|
ونبكي نميرا بالرماح الخواطر |
جوابا لقول الأخطل له :
ألا فاسأل الجحاف هل هو ثائر |
|
بقتلى أصيبت من نمير بن عامر |
راجع الجنى الداني ٤٠١.
(٣) سورة ص : آية ١ ـ ٣.
(٤) سورة ص : آية ٨.
٥٩١ ـ البيت لأبي ذؤيب الهذلي.
وهو في ديوان الهذليين ٤٥ ، وتأويل مشكل القرآن ٥٣٦ ، ولسان العرب مادة فضح.
قوله : إفضاح. يقال : أفضح السر إذا اختلط في خضرته بصفرة أو حمرة.