٢١ ـ كلمة حول حديث رفع القلم
(وولد الكافر يتبعه في النجاسة إلّا إذا أسلم بعد البلوغ أو قبله مع فرض كونه عاقلا مميزا وكان إسلامه عن بصيرة على الأقوى)
لإطلاق الأدلة الشارحة لمفهوم الإسلام ، الشامل للبالغ والصبي بنحو واحد. ومقتضاه ثبوت أحكام الإسلام لإسلام الصبي ـ كثبوتها لإسلام البالغ ـ وإن لم يكن عن بصيرة. بل قيل بوجوبه عليه كوجوبه على البالغ. وحديث رفع القلم (١) لا مجال له ، لأن وجوب الإسلام عقلي أو فطري بمناط وجوب دفع الضرر المحتمل (٢) ، ومثله لا يرتفع بحديث رفع القلم ؛ لاختصاصه بما يكون رفعه ووضعه
__________________
(١) الوسائل باب : ٤ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١١.
(٢) قال في أوّل المستمسك : أو عقلي بمناط وجوب شكر المنعم. وكأنه قدسسره عدل عنه هنا واكتفى بدفع الضرر وتردد في كون وجوبه عقليا أو فطريا. ولعل مراده بالفطري ، الغريزي فإن المجانين والحيوانات أيضا يدفعون الضرر عن أنفسهم ويفرّون من احتماله وإن كان تشخيص مصاديق الضرر في الغالب لا يتيسّر من