٤٤ ـ اختصاص حرمة الرياء بأمرين
تنبيه : فيه أمران :
الأوّل : إن الرياء ـ على ما ذكره غير واحد من علماء الاخلاق ، طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير ، وعليه فلو كان المقصود من العبادة دفع الذم عن نفسه أو ضرر غير ذلك لم يكن رياء ، ويشهد له خبر سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث : الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعمل الخالص. الذي لا تريد ان يحمدك عليه احد إلّا الله عزوجل (١) وخبر السكوني : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ثلاث علامات للمرائي ينشط إذا رأى الناس ويكسل إذا كان وحده ويحبّ ان يحمد في جميع أموره (٢) وخبر جراح المدائني عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال عليهالسلام : الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله ، وإنما يطلب تزكية الناس يشتهي ان يسمع به الناس ،
__________________
(١) الوسائل باب : ٨ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٤.
(٢) الوسائل باب : ١٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١.