البين مقدمة أخرى غير اختيارية ، وإلّا كانت هي الأخير من أجزاء علته ويستند الأثر إليها ، ويكون تابعا لها في عدم المقدورية (١).
ولا يصح الالتزام به بالاجارة ، أو الاشتراط ، أو غير ذلك ، وظاهر أن برء المريض وكذا سمن الدابة ونحوهما من ذلك ...». والاشكال فيه يظهر مما ذكرنا ، فإن توسط بعض المقدمات غير الاختيارية إذا كانت متهيئة لا يقدح في اختيارية ذيها ، كما عرفت. ولا فرق بين المخيطية وبين برء المريض وسمن الدابة في كونها اختيارية ، إذا كانت المقدمات غير الاختيارية متهيئة. نعم تختلف من حيث السرعة والبطء. مع أن برء المريض قد يكون مثل المخيطية في سرعة الحصول. (المستمسك ج ١٢ / ٢٢٦).
__________________
(١) وكأنه يفصل بين الأسباب التوليدية والاعدادية ، ويمكن ان يستدل عليه بقوله أفرأيتم ، ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ... أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون.
وأفعالنا بالنسبة إلى المني والزرع إعدادية ولذا نسبهما القرآن إليه تعالى وسلبها عنا. كما ذكره المحقق النائيني رضى الله عنه ـ على ما ببالي ـ ولعله المراد ببعض الأعاظم في كام سيدنا الاستاذ قدسسره ، لكن هذا لا ينافي ما افاده سيدنا الاستاذ الحكيم كما لا يخفى.