نعم في مرسل الخزاز : «إن كل ميل ثلاثة آلاف وخمس مائة ذراع» (١).
لكن. مع إرساله وهجره بين الأصحاب لا مجال للاعتماد عليه. مع إمكان حمله على ذراع خاص يساوي سبعة أثمانه أربعا وعشرين اصبعا. واولى بعدم إمكان الحمل عليه رواية الصدوق للمرسل المذكور هكذا : «كل ميل ألف وخمس مائة ذراع» (٢). فان لازم ذلك أن يكون البريد ثمانية عشر ألف ذراع ، التي هي فرسخ ونصف بالفرسخ المتعارف. وهو ـ كما ترى ـ مناف لكون البريدين مسيرة يوم ، كما صرحت به النصوص. فلا معدل عما هو المشهور.
٣ ـ قيل : إنه المشهور. لكن تقدم في محكي كلام الأزهري : أنه ست شعيرات. ولعل الحاجة غير ماسة إلى معرفة ذلك ، لأن الذراع المقدر بأربع وعشرين إصبعا هو الذراع المتعارف عند الأعراب اليوم ، الذي هو من المرفق إلى طرف الاصبع الوسطى ، فانه ست قبضات ، أربع وعشرون إصبعا ، فيكون المعيار منه المتعارف ، كما هو الحال في سائر التحديدات ، ولا تنتهي النوبة إلى تحديده بالاصبع ، فضلا عن تحديد الاصبع والشعيرة.
فلاحظ ، وتأمل (المستمسك ٨ / ١٤ إلى ١٦).
__________________
(١) الوسائل الباب الثاني من أبواب صلاة المسافر ح ١٣.
(٢) ب ٢ من أبواب صلاة المسافر ح ١٦. وفيه كل ميل : الفا وخمسمائة ذراع وهو أربعة فراسخ.