سلام الله عليهم تفصح عن لزوم وجود الوالي في الامة بأوصافه المعتبرة وتعلن ان عزّ الدين وبقاء الإسلام والمسلمين وانقطاع مطامع الأعداء وابطال كيدهم لا تحصل الّا بالولاية.
وقد قال مولانا امير المؤمنين عليهالسلام في خطبته التي خطبها في صفين : «ثم جعل سبحانه من حقوقه حقوقا افترضها لبعض الناس على بعض فجعلها تتكافأ في وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها الّا ببعض واعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله سبحانه لكلّ على كلّ فجعلها نظاما لالفتهم وعزّا لدينهم فليست تصلح الرعية الّا بصلاح الولاة ولا يصلح الولاة الّا باستقامة الرعية فاذا ادّت الرعية الى الوالي حقه وأدّى الوالي اليها حقها عزّ الحق بينهم وقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على اذلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الأعداء.
وإذا غلبت الرعية واليها او اجحف الوالي برعيته اختلفت هنالك الكلمة وظهرت معالم الجور وكثر الأدغال في الدين وتركت محاجّ السنن فعمل بالهوى وعطّلت الأحكام وكثرت علل النفوس فلا يستوحش لعظيم حق عطّل ولا لعظيم باطل فعل فهنالك تذلّ الأبرار وتعزّ الأشرار وتعظم تبعات الله عند العباد. (١)
والمستفاد منها امور :
١ ـ لزوم وجود الوالي للمجتمع.
٢ ـ لزوم مراعاة الحقوق المقررة للوالي على الرعيّة وللرعية على الوالي
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة ٢٠٧.