يكون الوالي متصفا بالبخل والجهل والجفاء والخوف والارتشاء والتعطيل للسنّة الإسلامية ومن المعلوم ان لزوم حفظ فروج المسلمين ودمائهم واموالهم واحكامهم ممّا لا يختص بزمان دون زمان وهو لا يحصل الّا بوجود الوالي المتصف بالسخاء والعلم واللين والشجاعة والتقوى والقيام باحياء السنة الإسلامية واجرائها».
وقال عليهالسلام ايضا في ضمن عهده للاشتر حين ولّاه مصر جباية خراجها وجهاد عدوّها واستصلاح اهلها وعمارة بلادها :
«واعلم ان الرعية طبقات لا يصلح بعضها الّا ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض فمنها جنود الله ومنها كتّاب العامة والخاصة ومنها قضاة العدل ومنها عمّال الإنصاف والرفق ومنها اهل الجزية والخراج من اهل الذمة ومسلمة الناس ومنها التجار واهل الصناعات ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة وكل قد سمّى الله له سهمه ووضع على حدّه وفريضته في كتابه او سنّة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عهدا منه عندنا محفوظا فالجنود باذن الله حصون الرعية وزين الولاة وعزّ الدين وسبل الأمن وليس تقوم الرعية الّا بهم ثم لا قوام للجنود الّا بما يخرج الله لهم من الخراج الذي يقوون به على جهاد عدوّهم ويعتمدون عليه فيما يصلحهم ويكون من وراء حاجتهم ثم لا قوام لهذين الصنفين الّا بالصنف الثالث من القضاة والعمّال والكتّاب لما يحكمون من المعاقد ويجمعون من المنافع ويؤتمنون عليه من خواص الامور وعوامّها ولا قوام لهم جميعا الّا بالتجار وذوي الصناعات فيما يجتمعون عليه من مرافقهم ويقيمون من اسواقهم ويكفونهم من الترفق بأيديهم مما لا يبلغه رفق غيرهم ثم الطبقة السفلى من اهل الحاجة والمسكنة الذين يحق رفدهم