وقد ورد في كلمات الأخباريّين التّشنيع الشديد والافتراء الواضح على الجمّ الغفير من علمائنا امناء الدين وورثة الأنبياء والمرسلين ، ومن أراد الاطّلاع على شطر من ذلك فليراجع الجواهر فإنّه «قدّس سره» قد أظهر تألّمه وتأسّفه البالغين من هذه المأساة المشجية في بحث صلاة الجمعة حيث انه بعد تزييفه لما في الرسالة التي ألّفها الشهيد الثاني لوجوب صلاة الجمعة تعيينا قال :
ولقد وقفت على جملة من الرسائل المصنفة في المسألة (١) نسجوا فيها على منوال هذه الرسالة ، وقد أكثروا فيها من السبّ والشتم خصوصا رسالة الكاشاني التي سمّاها بالشهاب الثاقب ورجوم الشياطين ولو لا انه آية في كتاب الله (٢) لقابلناه بمثله ولكن لا يبعد أن تكون هذه الرسالة وما شابهها من كتب الضلال يجب اتلافها إلّا أن يرجح بقائها انّها أشنع شيء على مصنّفها لما فيها من مخالفة الواقع في النقل وغيره ، بل فيها ما يدلّ على انّهم ليسوا من أهل العلم كي يعتدّ بكلامهم ويعتنى بشأنهم ... (٣)
وفي روضات الجنّات : ان بعضا من الأخباريّين قد ألّف كتابا لتقوية طريقة الأخباريّين وتضعيف طريقة المجتهدين وخاطب في أوّل الكتاب ابنه وقال : (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ)(٤)!!!
__________________
(١) مراده من الرسائل المصنّفة في المسألة هي الرسائل الّتي صنّفت من قبل الأخباريّين لإثبات وجوب صلاة الجمعة تعيينا.
(٢) الآية ١٢٧ من سورة النحل.
(٣) الجواهر ج ١١ ص ١٧٧
(٤) روضات الجنّات ج ١ ص ١٢٦