في هذه الدنيا هي اللعب واللهو بمقتضى دلالة كلمة انما ويؤيد ذلك دلالة الآيتين المتقدمتين على حصر الحياة الدنيّة بهما ، هذا مضافاً إلى ان في الآية الكريمة ليس كلمة (انما) بكسر همزة ، بل هي بفتحها ، ودلالتها على الحصر لا تخلو عن إشكال بل منع ، فاذن لا وقع للاستشهاد بهذه الآية المباركة على عدم دلالة كلمة (انما) على الحصر.
ومن هنا يظهر حال الآية الأولى ، فالنتيجة ان دلالة كلمة انما على الحصر واضحة. وإنكار الفخر دلالتها عليه مبني على العناد أو التجاهل.
ثم انه ذكر في مقام تقريب عدم دلالة الآية الثانية على الحصر بان اللعب واللهو قد يحصلان في غيرها أي غير الحياة الدنيا ففيه مضافاً إلى منع ذلك ان الآية في مقام بيان حصر الحياة الدنيا بهما ، لا في مقام حصرهما بها فلا يكون حصولهما في غير الحياة الدنيا يعني الحياة الأخروية مانعاً عن دلالة الآية على الحصر ، وان ـ أراد من ذلك حصولهما في الحياة العالية في هذه الدنيا وعدم انحصارهما بالحياة الدانية فيها فيرده (أولا) منع ذلك وان الحياة العالية خالية عنها (وثانيا) انه لا يضر بدلالة الآية على الحصر ، فان الآية تدل على حصر الحياة الدانية بهما ولا تدل على حصرهما بها. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى ان دلالة هذه الكلمة على الحصر هل هي بالمنطوق أو بالمفهوم فيه وجهان : اختار المحقق النائيني (قده) الأول وقال : ان دلالتها على الحصر داخلة في الدلالات المنطوقية دون المفهومية نظراً إلى ان ضابط المفهوم لا ينطبق على المقام حيث ان الركيزة الأساسية للمفهوم هي ان الموضوع فيه بعينه هو الموضوع في المنطوق ، غاية الأمر ان دلالة القضية على ثبوت الحكم له على تقدير ثبوت المعلق عليه تكون بالمطابقة في المنطوق وعلى انتفائه عنه عند انتفاء المعلق عليه بالالتزام في المفهوم ،