لو كان هناك منطق أو حساب
وعلى أي حال فبعد ما كثر النزاع بين القوى الاسلامية الواعية ، وبين القوى المنحرفة عنه التفت سعد الى عبد الرحمن فقال له :
« يا عبد الرحمن .. افرغ من امرك قبل أن يفتتن الناس .. » »
فاسرع عبد الرحمن الى الامام :
« هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه ، وفعل ابي بكر وعمر؟ :
فرمقه الامام بطرفه واجابه بمنطق الايمان ، ومنطق الاحرار قائلا « بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي .. »
ولا يتوقع من الامام عليهالسلام غير ذلك فان مصدر التشريع في الاسلام كتاب الله وسنة نبيه فعلى ضوئهما تسير الدولة ، وتعالج مشاكل الرعية ، وليس فعل ابي بكر وعمر من مصادر التشريع ، وقد نهج أبو بكر في سياسته منهجا خاصا لم يوافقه عمر فيه ويرى انه كان بعيدا عن سنن التشريع فقد كان لأبي بكر رأيه الخاص في خالد بن الوليد حينما قتل مالك بن نويرة (١) وزنى بزوجته فقد رأى أبو بكر أن خالدا تأول فأخطأ
__________________
(١) مالك بن نويرة بن حمزة التميمي ، اليربوعى ، يكنى أبا حنظلة ، ويلقب « الجفول » كان شاعرا فارسا شريفا ، معدودا فى قومه من فرسان بني يربوع في الجاهلية ، وكان من ارداف الملوك ، استعمله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لوثاقته ونباهته على صدقات قومه ، فلما بلغه وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم امسك عن الصدقة ، وفرقها في قومه ، ولعله عمل فى ذلك بالسنة التي نصت على توزيع الزكاة على فقراء المنطقة فان فضل منها شيء يحمل الى بيت المال وإلا فلا ، ويقول فى ذلك
فقلت خذوا اموالكم غير خائف |
|
ولا ناظر فيما يجيء من الغد |
فان قام بالدين المخوف قائم |
|
اطعنا وقلنا الدين دين محمد ـ |