« أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما درعك فبعه ».
وانطلق الامام الى السوق فباع درعه باربعمائة وثمانين درهما ، وجاء بالثمن معقودا في طرف ثوبه (١) فوضعه بين يدي الرسول (ص) وقد غلبه الحياء حيث يعلم ان هذا المهر هو اقل ما يبذله الفقراء مهرا لازواجهم ولكن الرسول (ص) أحب مصاهرته لا لشيء من حطام الدنيا ولا لغير ذلك مما يئول أمره الى التراب بل انما خصه بهذه المكرمة لأنه الفرد الاول في أمته الذي امتاز على غيره بسبقه الى الاسلام (٢) وجهاده عن حياض هذا الدين بالاضافة الى عبقرياته الاخرى التي لا تتوفر بعضها في أي انسان.
وعند ما قبض الرسول (ص) المهر ناول بعضا منه بلالا ليشتري شيئا من الطيب والروائح وناول بعضه الآخر سلمان وأم سلمة ليشتريا بقية الأثاث ، وما هي إلا ساعة حتى تم جهاز العرس وكان إهاب كبش إذا ارادا أن يناما قلباه على صوفه ، ووسادة من أدم حشوها ليف (٣)
__________________
(١) كنز العمال ٧ / ١١٤ ، وجاء في تأريخ الخميس ١ / ٤٠٧ انه باع بعيرا له وبعض أمتعته وأعطاه مهرا وهو مخالف لما عليه المشهور من أنه باع درعه واعطى ثمنه مهرا لفاطمة.
(٢) جاء فى كل من المستدرك ٣ / ١١٢ والاستيعاب ٣ / ٣١ أنه بعث النبي (ص) يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ، وكذا جاء فى غيرهما من المصادر وقد اجمع المسلمون انه اول من اسلم وآمن بالرسول (ص).
(٣) الطبقات الكبرى ٨ / ١٤ رواه بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه (ع)