المواقف الكريمة الذي جلى بسيفه الكرب عن وجه رسول الله (ص) ووقف من بعده ، مع أمير المؤمنين يحمي جانبه ويهتف بفضله ويقدمه على غيره فما الذي حداه على الخروج عليه فهل استأثر ابن أبى طالب باموال المسلمين وهل ادخر وفرا لنفسه ولعياله حتى يناجزه ويخرج عليه؟
واستطابت الموت واستلذته بعض القبائل العربية في سبيل عائشة فقدموا لها الضحايا والقرابين ، وبالغوا في حمايتها والدفاع عنها وهم :
وهامت الازد بحب عائشة ، وتفانت في ولائها ، فكانوا يأخذون بعر جملها يشمونه ويقولون : بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك (١) وقد هبوا للدفاع عنها مستميتين ، وقد انطلق شيخ في المعركة يستنجد بهم لما رأى من عظيم ولائهم واخلاصهم لها فقد خاطبهم قائلا :
يا معشر الأزد
عليكم امكم |
|
فانها صلاتكم
وصومكم |
والحرمة العظمى
التي تعمكم |
|
فاحضروها جدكم
وحزمكم |
لا يغلبن سم
العدو سمكم |
|
إن العدو إن
علاكم زمكم |
وخصكم بجوره
وعمكم |
|
لا تفضحوا اليوم
فداكم قومكم (٢) |
واحتفوا بهودجها ، وامسكوا بخطام « عسكرها » فبهرت عائشة وقالت!
ـ من انتم؟
__________________
(١) تأريخ ابن الاثير ٣ / ٩٧
(٢) شرح النهج ١ / ٢٥٤.