الهام عن كواهل الرجال ، وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها .. »
ورجع القوم وهم خافقون في سفارتهم لم يستجب لهم معاوية فقد رأوا أنه مصمم على الحرب وممعن في البغي والتمرد فجعلوا يدعون الناس للحرب ، ويحرضونهم على مناجزة معاوية.
ولما اخفقت جميع الوسائل التي اتخذها الامام من أجل السلم تهيأ للحرب ، وقد اصدر تعاليمه الى عموم جيشه وقد جاء فيها :
« لا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم ، فانتم بحمد الله على حجة ، وترككم قتالهم حجة اخرى ، فاذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورة ، ولا تمثلوا بقتيل ، فاذا وصلتم الى رجال القوم فلا تهتكوا سترا ، ولا تدخلوا دارا إلا بأذني ، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في معسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة وإن شتمن أعراضكم ، وتناولن امراءكم وصلحاءكم فانهن ضعاف القوى والانفس والعقول .. »
هذه خطته التي رسمها لجيشه وهي تمثل ما يكنه في نفسه من الرحمة والرأفة وحب الخير حتى لاعدائه ومناوئيه.
وعقد الامام الالوية ، وأمرّ الأمراء فاستعمل على الخيل عمار بن ياسر ، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل ، ودفع اللواء الى هاشم المرقال ، وجعل على الميمنة الاشعث بن قيس وعلى الميسرة عبد الله بن عباس ، وعقد ألوية القبائل فاعطاها لأعيانهم ، وكذلك عبأ معاوية أصحابه على راياتهم فاستعمل عبيد الله بن عمر على الخيل ، وعلى الرجالة مسلم بن عقبة المري