واعتزل الامام امير المؤمنين عليهالسلام في دور الخليفة الثاني كما اعتزل في عهد الخليفة الاول ، فلم يشترك في شأن من شئون القوم ، ولم يتدخل في أمر من أمورهم ، حتى خفت صوته في جميع الحروب والمواقف اللهم الا رأيه الوثيق اذا استفتي حتى اشتهرت كلمة عمر في ذلك : لو لا علي لهلك عمر » (١) فقد كان عمر لا يستغنى عن الامام من ناحية الفتيا لأن معلومات الخليفة في الفقه الاسلامي كانت ضئيلة للغاية فقد قضى في ميراث الجد مع الاخوة قضايا كثيرة مختلفة ثم خاف في الحكم فى هذه المسألة فقال : من أراد أن يقتحم جرائيم جهنم فليقل في الجد برأيه ، (٢) وقال : لا يبلغني أن امرأة تجاوز صداقها صداق نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الا ارتجعت ذلك منها ، فقالت إليه امرأة :
« ما جعل الله لك ذلك ، إنه تعالى قال : ( وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٣)
فانطلق عمر وهو يبدى للمسلمين عجزه قائلا :
« كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال! ألا تعجبون من إمام أخطأ ، وامرأة اصابت فاضلت إمامكم ففضلته .. (٤)
__________________
(١) السنن الكبرى ٧ / ٤٤٢ ، تفسير الرازي ٧ / ٤٨٤
(٢) نهج البلاغة ١ / ١٨١
(٣) سورة النساء : آية ٢٠
(٤) نهج البلاغة ١ / ١٨٢