عظيم عنفها ان امرأة جاءت تسأله عن أمر ، وكانت حاملا ، ولشدة خوفها اجهضت حملها (١) ويقول عثمان في شدة عمر وقسوته : « لقد وطئكم ابن الخطاب برجله ، وضربكم بيده ، وقمعكم بلسانه فخفتموه ، ورضيتم به » ويذهب الناقدون الى هذه السياسة انها لا تمثل وجهة السياسة الاسلامية ، فانها لا تقر بحال سياسة العنف والارهاب ، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخذته هيبة النبيّ فارتعدت اعضاؤه فنهره صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال له : « انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد » إن الاسلام بنى على الرفق ، واللين ، والتسامح وليس لرئيس الدولة أن يسلك أي طريق يؤدي الى ارهاق المواطنين وعنائهم.
ومما يؤخذ على السياسة العمرية انها كانت تنهج إلى ايجاد الطبقية في الاسلام ، فقد التزم في سياسته المالية بتقديم بعض الطبقات على بعض في العطاء ، فقدم امهات المؤمنين على غيرهن ، وقدم البدريين على من سواهم ، والمهاجرين على الانصار (٢) ومن الطبيعي أن ذلك يتنافى مع المساوات التي جاء بها الاسلام.
ومما يرد على سياسة عمر أنه فرض الحصار على الصحابة في يثرب ولم يسمح لهم بمغادرتها وذلك يجافي الحرية التامة التي اقرها الاسلام ، ومنحها لجميع المواطنين.
ولعل لهذه الجهات وصف أمير المؤمنين عهد عمر بأن المجتمع قد منى فيه بخبط وشماس وتلون واعتراض.
__________________
(١) نهج البلاغة ١ / ١٧٤
(٢) الأموال لأبى عبيد ص ٢٢٤