من أن أمد لك يدي دونك رجلي فبايع .. »
ومد إليه رجله وفيها نعله فبايعها ، ان هؤلاء القعاد يعلمون ـ من دون شك ـ ان الحق مع علي وانه أولى بالأمر من غيره لسابقته في الاسلام ولعلمه وفقهه وتحرجه في الدين ولكن الأهواء ودواعي الغرور هي التي باعدت بينهم وبين دينهم فناصبوا عترة نبيهم وأبعدوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكانت فاتحة الأعمال التي قام بها الامام أمير المؤمنين أن أصدر قراره الحاسم برد القطائع التي أقطعها عثمان ، وباسترجاع الأموال التي استأثر بها والأموال التي منحها لذوي قرباه لأنها أخذت بغير وجه مشروع ، وقد صودرت أموال عثمان حتى سيفه ودرعه ، وفي ذلك يقول الوليد بن عقبة يخاطب بني هاشم :
بني هاشم ردوا
سلاح ابن أختكم |
|
ولا تنهبوه لا
تحل مناهبه |
بني هاشم كيف
الهوادة بيننا |
|
وعند علي درعه
ونجائبه |
بني هاشم : كيف
التودد منكم |
|
وبزّ ابن أروى
فيكم وحرائبه |
بني هاشم : ألا
تردوا فاننا |
|
سواء علينا
قاتلاه وسالبه |
بني هاشم إنا
وما كان منكم |
|
كصدع الصفا لا
يشعب الصدع شاعبه |
قتلتم أخي كيما
تكونوا مكانه |
|
كما غدرت يوما
بكسرى مرازبه |
فرد عليه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بأبيات منها :
فلا تسألونا
سيفكم إن سيفكم |
|
أضيع وألقاه لدى
الروع صاحبه |
وشبهته كسرى وقد
كان مثله |
|
شبيها بكسرى
هديه وضرائبه |