وسيقف القارئ الكريم في بحوث هذا الكتاب على مدى الآلام المرهقة التي تجرعها سبط الرسول (ص) وريحانته من معاوية ، ومن جلاوزته ، ويقف على ما ألمّ به من المحن والبلوى ، والاستهانة به حتى من خلص أصحابه وأصحاب أبيه ، فقد جابهوه بعد ابرام الصلح باقسى القول وأمره وكان أشد على نفسه من ضربات السيوف ، وقد صبر سلام الله عليه على ما انتابه من الخطوب ، وبث حزنه وشكواه الى الله.
وبحثنا في هذا الكتاب عن مظاهر شخصيته ، وعن سيرته الندية ، التي هي ـ بحق ـ من اروع ما حفل به تأريخ المسلمين من المآثر والمفاخر ، كما ذكرنا الأدوار التي اجتازت عليه ، وما في عصره من الظواهر الاجتماعية فان الاحاطة بذلك ـ فيما نعلم ـ ضرورة ملزمة يقتضيها البحث ، وقد بحثنا عن ذلك كله ببحث حر جهد ما توصل إليه تتبعنا ، ومن الله التوفيق وهو ولي القصد.
النجف الأشرف : ١ / صفر سنة ١٣٧٣ هـ
باقر شريف القرشي