فهبنا (١) اطعناك فى قتله |
|
وقاتله عندنا من
أمر |
ولم يسقط السقف
من فوقنا |
|
ولم تنكسف شمسنا
والقمر |
وقد بايع الناس
ذا تدرإ |
|
يزيل الشبا
ويقيم الصعر (٢) |
ويلبس للحرب
أثوابها |
|
وما من وفى مثل
من قد غدر |
فاعرضت عنه وانصرفت راجعة الى مكة (٣) وقد علاها الحزن والاكتئاب ، واحاط بها الاسى والذهول.
وليس شيء أو هى من القول بأن السبب في خروج عائشة هو المطالبة بدم عثمان فانها هي التي حفزت المسلمين إلى الاجهاز عليه ودعتهم إلى الاطاحة بحكمه يقول شوقي :
أثار عثمان الذي
شجاها |
|
أم غصة لم ينتزع
شجاها |
ذلك فتق لم يكن
بالبال |
|
كيد النساء موهن
الجبال |
نعم تذرعت بدم عثمان واتخذته وسيلة إلى اعلان العصيان والتمرد وإلى اغراء السذج والبسطاء فزجت بهم فى الحرب التي أثارتها ضد أمير المؤمنين وأخي رسول الله (ص) وباب مدينة علمه.
إن دم عثمان لا يصلح باي حال ان يكون من بواعث ثورتها على النظام القائم وانما بواعث ذلك ما يلي :
١ ـ إن نفسها كانت مترعة بالبغض والكراهية للامام ولزوجته سيدة
__________________
(١) وفي رواية « ونحن ».
(٢) ذو تدرإ : اي ذو عزيمة ومنعة » الشبا : المكروه ، الصعر : ميل في الوجه او فى احد الشقين : والمراد انه يقيم الشيء الملتوي.
(٣) الطبري ٣ / ٤٥٤ وغيره.