فقام عمر في شئونه ، ودفنه في بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي جواره ، وبيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يخلو اما أن يكون ميراثا كما تقول به بضعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو يكون صدقة كما زعم أبو بكر فان كان ميراثا فلا يحل دفنه فيه الا بعد ارضاء الورثة ، وان كان صدقة فلا بد من ارضاء جماعة المسلمين ، ولم يتحقق كل ذلك.
وتولى عمر بن الخطاب أزمة الحكم بعد وفاة أبي بكر ، وتسلم قيادة الأمة بهدوء وسلام ، فساس البلاد بشدة وعنف بالغين ، وقد تحامى لقاءه أكابر الصحابة ، فلم يستطع أحد منهم أن يجاهر بآرائه ، أو ينقد الحكم القائم ، فان درة عمر ـ كما يقولون ـ كانت أهيب في النفوس من سيف الحجاج ، حتى ان ابن عباس لم يتمكن أن يصرح برأيه في جواز المتعة ، وحليتها الا بعد وفاة عمر ، وقد وصف الامام أمير المؤمنين عليهالسلام بعد اعوام سياسة عمر ، وشدة عنفه يقول عليهالسلام :
« فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ، ويخشن مسها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة ، إن اشنق لها خرم وان اسلس لها تقحم ، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس ، وتلون واعتراض .. » (١)
وهو وصف دقيق للسياسة العمرية التي انتهجت منهج الشدة والغلظة في جميع مجالاتها حتى مني الناس بخبط وشماس وتلون واعتراض ، وبلغ من
__________________
وفى الاسلام خياطا ، وكان ابوه فقيرا ، يكتسب من صيد القمارى والدباسي ، ولما عمى وعجز ابنه عن القيام به التجأ إلى عبد الله بن جدعان احد رؤسا. مكة فنصبه ينادى على مائدته جاء ذلك فى حق اليقين ١ / ١٨١
(١) نهج البلاغة لابن ابي الحديد ١ / ١٦٢