يعتمد عليهم في إقامة الحق ودحض الباطل واحياء معالم الدين ، وبعد فقده لهم اصبح غريبا في ذلك المجتمع لا ناصر له ولا صديق وأخذ يبتهل الى الله ويتضرع إليه أن ينقله الى جواره ليستريح من آلام هذه الحياة التي ما وجد فيها غير الارهاق والعناء.
وشهد موسم الحج جمع من الخوارج فتذاكروا من قتل من رفاقهم ومن قتل من سائر المسلمين وقد جعلوا تبعة ذلك على ثلاث من الكفار ـ في زعمهم ـ وهم : الامام أمير المؤمنين ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص فقال ابن ملجم : انا أكفيكم على بن أبي طالب ، وقال عمرو بن بكير التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص ، وقال الحجاج بن عبد الله الصريمي أنا اكفيكم معاوية ، واتفقوا على يوم معين يقومون فيه بعملية الاغتيال وهو اليوم الثامن عشر من شهر رمضان سنة اربعين من الهجرة ، كما عينوا ساعة الاغتيال وهي ساعة الخروج الى صلاة الصبح ، ثم تفرقوا وقصد كل واحد منهم الجهة التي عينها ، ووصل الأثيم ابن ملجم الى الكوفة ، وهو يحمل معه الشر والشقاء لجميع سكان الأرض ، فقد جاء ليخمد ذلك النور الذي اضاء الدنيا ، وقد قصد الماكرة الخبيثة ابنة عمه قطام ، وكان هائما بحبها ، وكانت تدين بفكرة الخوارج وقد قتل أبوها وأخوها فى واقعة النهروان فكانت مثكولة بهم ، وقد خطبها ابن ملجم (١) فلم ترض به زوجا إلا أن يشفى غليلها ، ويحقق اربها ، فقال لها :
__________________
(١) مروج الذهب ٢ / ٢٨٩. وفي الاخبار الطوال ص ١٩٧ : ان ابن ملجم خطب الرباب بنت قطام.