ولده عبد الله فقال له : أما أنت فأمرتني بما هو خير في ديني؟ وقال لولده محمد : أما أنت أمرتني بما هو خير لي فى دنياى؟
واعتركت الدنيا والآخرة في نفس عمرو وملأت الحيرة اهابه واحاطت به الهواجس ، وقد انفق ليلا ساهرا يفكر فى الامر فهل يلتحق بمعسكر معاوية فيناجز أخا رسول الله ووصيه وباب مدينة علمه فيكون قد فرط في أمر دينه أو يلتحق بعلي فيكون رجلا كسائر الناس له ما لهم وعليه ما عليهم ولكنه يضمن بذلك آخرته ودينه ، وأطال التفكير فى الأمر وسمعه أهله يقول :
تطاول ليلى
للهموم الطوارق |
|
وخوف التي تجلو
وجوه العوائق |
وإن ابن هند
سائلي أن أزوره |
|
وتلك التي فيها
بنات البوائق |
أتاه جرير من
على بخطة |
|
أمرّت عليه
العيش ذات مضائق |
فان نال منى ما
يؤمل رده |
|
وإن لم ينله ذل
ذل المطابق |
فو الله ما ادري
وما كنت هكذا |
|
اكون ومهما
قادني فهو سائقي |
أخادعه إن
الخداع دنية |
|
أم اعطيه من
نفسي نصيحة وامق |
أم أقعد في بيتي
وفي ذاك راحة |
|
لشيخ يخاف الموت
في كل شارق |
وقد قال عبد
الله قولا تعلقت |
|
به النفس إن لم
تقتطعني عوائقي |
وخالفه فيه أخوه
محمد |
|
وانى لصلب العود
عند الحقائق |
ودل هذا الشعر على تردده وحيرته إلا ان ابنه عبد الله فهم منه الاستجابة لدعوة معاوية فقال :
« بال الشيخ على عقبيه ، وباع دينه بدنياه!! »
ولما اندلع لسان الصبح دعا غلامه وردان وكان ذكيا يقرأ ما فى