ركب السفن ، وفريق آخر ركب المطي ، وقد بدا عليهم الرضا والقبول وقد ساروا وهم تحت قيادة الحسن فانتهوا الى ذي قار (١) وقد التقوا بالامام أمير المؤمنين حيث كان مقيما هناك فسر بنجاح ولده ، وشكر له جهوده ومساعيه النبيلة.
وروى الطبرى في تأريخه حديثا موضوعا فيه افتراء على الامام الحسن نسوقه الى القراء ثم نبين ما يثبت وضعه ، فقد ذكر أنه أقبل على أبيه بعد خروج طلحة والزبير فقال له :
ـ أمرتك فعصيتنى ، فانت اليوم تقتل بمضيعة لا ناصر لك! ..
ـ لا تزال تحن حنين الجارية ، ما الذي أمرتني فعصيتك؟؟
ـ أمرتك يوم أحيط بعثمان أن تخرج من المدينة ، فيقتل ولست بها ، ثم أمرتك يوم قتل ألا تبايع حتى تأتيك وفود أهل الامصار والعرب وبيعة كل مصر.
ثم أمرتك حين فعل هذان الرجلان ما فعلا أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فان كان الفساد كان على يد غيرك ، فعصيتني في ذلك كله.
فرد أمير المؤمنين عليه قائلا :
« أي بني ، أما قولك : « لو خرجت من المدينة حين احيط بعثمان » لقد احيط بنا كما أحيط بعثمان ، وأما قولك : « لا تبايع حتى تأتي بيعة الامصار » فان الامر أمر أهل المدينة ، وكرهنا أن يضيع هذا الامر ،
__________________
(١) ذي قار : ماء لبكر بني وائل قريب من الكوفة يقع بينها وبين واسط ، معجم البلدان ٧ / ٨