« يا أمير المؤمنين نقومه ـ اي الطعام ـ ثم نقبل ثمنه »
« لا تقومونه قيمته »
ثم تركهم وانصرف عنهم (١) وسارت جيوشه تطوى البيداء حتى انتهت الى صفين فانزلها الامام بإزاء اصحاب معاوية.
ولم يجد أصحاب الامام على الفرات شريعة يستقون منها الماء إلا وعليها الحرس الكثير وهم يمانعونهم أشد الممانعة من الوصول إليه فاقبلوا الى الامام يخبرونه بذلك فدعا صعصعة بن صوحان وقال له :
« ائت معاوية فقل : إنا سرنا مسيرنا هذا وأنا أكره قتالكم قبل الاعذار إليكم ، وإنك قدمت بخيلك فقاتلتنا قبل أن نقاتلك ، وبدأتنا بالقتال ونحن من رأينا الكف حتى ندعوك ، ونحتج عليك. وهذه اخرى قد فعلتموها ، حتى حلتم بين الناس وبين الماء. فخل بينهم وبينه حتى ننظر فيما بيننا وبينكم ، وفيما قدمنا له وقدمتم. وان كان أحب إليك أن ندع ما جئنا له وندع الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب فعلنا .. »
وانطلق صعصعة الى معاوية فعرض عليه كلام الامام فاستشار اصحابه فقال له الوليد بن عقبة :
« امنعهم الماء كما منعوه ابن عفان : حصروه اربعين يوما يمنعونه برد الماء ، ولين الطعام ، اقتلهم عطشا قتلهم الله ... »
وأشار عليه ابن العاص بالسماح لهم ولكن الوليد اعاد مقالته ،
__________________
(١) وقعة صفين : ص ١٦٠ / ١٦١