وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) (١) ان الحسن كان يحكى جده الرسول (ص) فى هيبته وسؤدده وكريم طباعه.
وكل ظاهرة من ظواهر الكمال قد تمثلت في الامام أبي محمد ، وتحلت بها شخصيته الكريمة ، ومن أروع صفاته البلاغة والفصاحة في الكلام فقد كان (ع) من أبرع البلغاء في اصابته للمناسبات ، ومن أقدرهم على الايجاز والاعجاز والابداع فى الكلام ، وحقا أن يكون كذلك فقد تفرع من دوحة الفصاحة والبلاغة وفصل الخطاب ، فالجد رسول الله (ص) أفصح من نطق بالضاد ، والأب علي (ع) سيد البلغاء وامير البيان.
إن الحسن (ع) في فصاحته وبلاغته كأبيه ، وقد ترك (ع) تراثا رفيعا وحكما بالغة تحتوى على أصول الآداب الاجتماعية والنصح والارشاد والوعظ الخالد ، قد رصعت بجمال اللفظ وسمو المعنى وإلى القراء بعضها.
وجه الامام علي (ع) الى الحسن اسئلة تتعلق بأصول الأخلاق والفضائل ، فأجابه الحسن (ع) بما هو عفو البداهة والخاطر فكان الجواب آية من آيات البلاغة والاعجاز :
الامام علي : يا بني ما السداد؟
الحسن : يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف.
ـ ما الشرف؟
ـ اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.
ـ ما المروءة؟
__________________
(١) المناقب ٢ / ١٤٩.