يستعرضون الناس ، ويذيعون الذعر بين المسلمين وينشرون الفساد في الارض
وأرسل الامام الى الخوارج الحارث بن مرة العبدى يسألهم عن ترويعهم للآمنين ونشرهم للخوف وعن الفساد الذي أحدثوه فى الأرض ، فحينما انتهى إليهم قتلوه ، ولما جاء خبر قتله الى الامام قام إليه فريق من اصحابه فقالوا له :
« يا أمير المؤمنين ، علام تدع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في اموالنا وعيالنا ، سربنا الى القوم فاذا فرغنا مما بيننا وبينهم سرنا الى عدونا من أهل الشام ».
فاستصوب الامام رأيهم ورأى ان الخطر الناجم من هؤلاء أشد وأعظم من خطر معاوية وذلك لقربهم من عاصمته وهم لا شك سيحدثون الاضطراب والقلق فيما لو نزح لجرب معاوية فأزمع الامام على الرحيل إليهم ونادى مناديه في الجيش :
« الرحيل ، عباد الله ، الرحيل. »
وتحركت قوات الامام تحدوها العقيدة الى محاربة هؤلاء المارقين عن الدين والعابثين بالأمن فلما انتهوا إليهم بعث الامام لهم رسولا يطلب منهم قتلة عبد الله بن خباب ومن كان معه وقتلة رسوله الحارث بن مرة ، فاندفعوا مجيبين بجواب واحد.
« إنا كلنا قتلناهم ، وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم. »
فأقبل (ع) بنفسه إليهم فوجه لهم خطابا مشفوعا بالنصح والارشاد وحب الخير قائلا :