ـ نعم حدثني عن رسول الله (ص) أنه قال : ستكون فتنة بعدى يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه ، يمسي مؤمنا ويصبح كافرا.
ـ لهذا الحديث سألناك؟ والله لنقتلنك قتلة ما قتلنا بمثلها احدا.
ثم أوثقوه كتافا ، واقبلوا به وبامرأته وكانت حبلى قد اشرفت على الولادة ، فنزلوا بهما تحت نخل ، فسقطت رطبة منها فبادر بعضهم إليها فوضعها في فيه ، فأقبل إليه بعضهم منكرا عليه قائلا :
« بغير حل أكلتها!! »
فالقاها بالوقت من فيه ، واخترط بعضهم سيفه فضرب به خنزيرا لأهل الذمة فقتله ، فصاح بعضهم فيه :
« إن هذا من الفساد في الأرض. »
فبادر الرجل الى صاحب الخنزير فأرضاه ، فلما نظر الى ذلك عبد الله ابن خباب قال لهم :
« لئن كنتم صادقين فيما أرى ، ما علي منكم بأس ، وو الله ما احدثت حدثا في الاسلام ، وإني لمؤمن ، وقد آمنتموني ، وقلتم لا روع عليك » فلم يلتفتوا الى قوله ، فجاءوا به وبامرأته ، فأضجعوه على شفير النهر ووضعوه على ذلك الخنزير الذي قتلوه ، ثم ذبحوه ، وأقبلوا الى امرأته وهي ترتعد من الخوف ترى شبح الموت قد خيم عليها وتنظر الى زوجها وهو جثة هامدة فقالت لهم مسترحمة ومتضرعة :
« إنما أنا امرأة ، أما تتقون الله؟ »
فلم يعتنوا باسترحامها وتضرعها ، وأقبلوا عليها كالكلاب فقتلوها وبقروا بطنها ، وانعطفوا على ثلاث نسوة فقتلوهن وفيهن أمّ سنان الصيداوية وكانت قد صحبت النبي (ص) ، ولم يقف شرهم عند هذا الحد بل أخذوا