جانب النبي (ص) يحمي دعوته ، ويصد عنه اعتداء الغادرين والمعتدين وأطاح برءوس الكافرين والملحدين منهم ، وقد أعرب عن مدى استيائه منهم بقوله :
« ما لي ولقريش لقد قتلتهم كافرين ، ولأقتلنهم مفتونين .. والله لأبقرن الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته .. فقل لقريش فلتضج ضجيجها. »
لقد وجدت قريش على الامام وحالت بينه وبين حقه منذ وفاة النبي (ص) فصرفت عنه الخلافة تارة إلى تيم وأخرى إلى عدي ، وثالثة إلى أمية ، وهي جادة على أن تخلق الشغب والتمرد حتى تجهز على حكومته ، وقد ظهر ذلك منها في موقعة الجمل وصفين.
وتخلف جماعة عن البيعة لأمير المؤمنين سماهم المسعودي ( بالقعاد ) (١) وسماهم أبو الفداء « بالمعتزلة » (٢) وسئل الامام عنهم فقال : « أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل » (٣) وهم سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، وحسان بن ثابت وكعب بن مالك ومسلمة بن مخلد ، وأبو سعيد الخدري ، ومحمد بن مسلمة ، والنعمان بن بشير ، وزيد بن ثابت ورافع بن خديج ، وفضالة بن عبيد ، وكعب بن عجرة ، وعبد الله بن سلام وصهيب بن سنان ، وسلامة بن سلامة ، وأسامة بن زيد ، وقدامة بن مظعون
__________________
(١) مروج الذهب المطبوع على هامش ابن الأثير ٦ / ٧٨ ـ ٧٩.
(٢) تاريخ ابي الفداء ١ / ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٣) الاستيعاب ٣ / ٥٥.