نشأت الصديقة فاطمة سيدة بنات حواء في إبان الدعوة الاسلامية وترعرعت والاسلام في مرحلة الارتقاء ، وقد قام بدور تربيتها منقذ الانسانية وسيد ولد آدم الرسول محمد (ص) فغذاها من حكمه وكماله ، وأفرغ عليها أشعة من روحه المقدسة ، واشبعها من مكرمات نفسه العظيمة ، لتكون قدوة لنساء أمته ، ومثالا للكمال الانساني ، وعنوانا للطهر والعفاف.
وحمل الرسول (ص) في نفسه من الحب لها ما لم يحمله لغيرها ذلك لأنها البقية الصالحة من زوجته الطاهرة أم المؤمنين خديجة (رض) (١)
__________________
(١) خديجة بنت خويلد بن اسد القرشية الأسدية زوج النبيّ (ص) واول من آمنت به وصدقته باجماع المسلمين وكانت تدعى فى الجاهلية « الطاهرة » وهي ذات ثراء عريض كانت تستأجر الرجال للتجارة فى اموالها ، وقد بلغها عن رسول الله (ص) صدق حديثه وعظم امانته وكرم اخلاقه فبعثت إليه وعرضت عليه التجارة في اموالها فاجاب الى ذلك وخرج الى الشام مع غلام لها اسمه ميسرة فلما قدم (ص) الى الشام استظل تحت شجرة وكانت قريبة من صومعة راهب فاطل الراهب وقال لميسرة من هذا الرجل؟ فقال له : إنه من قريش من اهل الحرم فقال الراهب. ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، ثم باع رسول الله (ص) الأموال التي جاء بها ، واشترى ما اراد ثم قفل راجعا إلى مكة واعطى خديجة الأموال وقد ربحت ربحا كثيرا ، وحدثها ميسرة عن قول الراهب ، فبعثت خلف النبي فقالت له : إني قد رغبت فيك لقرابتك منى وشرفك في قومك وامانتك عندهم ، وحسن خلقك وصدق حديثك ، وعرضت عليه الزواج بها ، وكانت من اوسط قريش نسبا واعظمهم شرفا واكثرهم مالا ، وخرج الرسول (ص) فعرض مقالتها على اعمامه فخرج عمه حمزة ودخل على ابيها خويلد فخطبها منه فاجابه الى ذلك فتزوج بها رسول الله (ص) وكان عمرها اربعين سنة وعمره الشريف خمس وعشرون سنة وقيل غير ذلك ، ولما بعث رسول الله كانت اول من آمنت به وآزرته ، وكان لا يسمع شيئا يكرهه ـ