وعلى الميمنة عبيد الله بن عمرو بن العاص وعلى الميسرة حبيب بن مسلم الفهرى ، واعطى اللواء عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وجعل على اهل دمشق الضحاك بن قيس الفهرى.
وجعلت كتائب من جيش الامام نخرج الى فرق أهل الشام فيقتتل الفريقان نهارا كاملا أو طرفا منه ، ولم يرغب الامام في أن تقع حرب عامة بين الفريقين رجاء أن يجيب خصمه الى الصلح ، ويثوب الى الرشاد ، ودام على هذا الحال حفنة من الايام حتى أطل شهر المحرم وهو من الاشهر التي يحرم القتال فيها في الجاهلية والاسلام فتركوا القتال فيه ، وتوادعوا شهرهم كله وأتيح للقوم أن يلتقوا فيه آمنين من دون أن تقع بينهم أي حرب ولكن كان بينهم أعنف الجدال واشد الخصام يدعو العراقيون أهل الشام الى جمع الكلمة وإلى العمل بكتاب الله ومبايعة وصي رسول الله (ص) ويدعوهم أهل الشام الى الطلب بدم عثمان ورفض بيعة الامام ، ولما انقضى شهر المحرم مضى القوم على حربهم كما كانوا قبله ، وجعل مالك الاشتر ينظر الى رايات أهل الشام ويتأملها فاذا هي رايات المشركين التي خرجت لحرب رسول الله (ص) فاندفع يخاطب قومه قائلا :
« أكثر ما معكم رايات كانت مع رسول الله ، ومع معاوية رايات كانت مع المشركين على عهد رسول الله فما يشك فى قتال هؤلاء الا ميت القلب .. »
واندفع عمار بن ياسر فجعل يبين للمسلمين واقع معاوية ويحرضهم على قتاله قائلا :
« يا أهل الاسلام (١) أتريدون أن تنظروا الى من عادى الله ورسوله
__________________
(١) وفي رواية يا اهل الشام