٢. وهو لمشهور المتکلمين القائلين بجواز إعادة المعدوم ، وعدم فناء الإنسان بفناء هيکله المحسوس : (١) ويرى هؤلاء أن الإنسان أجزاء باقية متجزئة أو غير متجزئة ، يعاد منها الإنسان في اليوم الآخر ، على أساس أن المراد من حشرهم فيه ، هو جمع تلک الأجزاء المتفرقة الباقية فتکون حقيقة الإنسان منها ، وحملوا الآيات والنصوص الواردة في بيان الحشر على هذا المعني.
٣. وهو لجماعة للمحقيقن من الفلاسفة والمليين : (٢) فقد اتفقت کلمتهم على حقيقة المعاد ، ولکن اختلفوا في کيفيته ، ولهم في هذه المسألة آراء مختلفة وهي کما يلي :
٤. وهو لجمهور المتکلمين وعامة الفقهاء وأهل الحديث : (٣) فقد ذهب هؤلاء الجماعة إلى القول بجسمانية المعاد ، بناءً على أن الروح عندهم جسم سار في البدن سريان النار في الفحم ، والماء في الورد والزيت في الزيتونة.
٥. لجمهور الفلاسفة وأتباع المشائين : ويرى هؤلاء الجماعة أن المعاد روحاني فقط ، لأنّ البدن ينعدم بصورته وأعراضه فلا يعاد ، والنفس جوهر باق لا سبيل للفناء إليه ، فيعود إلى عالم المجردات لقطع التعلقات بالموت الطبيعي. (٤)
٦. وهو لأکابر الحکماء ومشايخ العرفاء وجماعة من المتکلمين المتأخرين : (٥) وقد ذهب إليه کلٌّ من أبي حامد الغزالي والکعبي والحليمي والراغب الأصفهاني والقاضي أبي يزيد الدبوسي وکثير من مشايخنا وعلمائنا الإمامية الأثنى عشرية کالشيخين المفيد وأبي جعفر والسيد المرتضى والعلامة الطوسي وغيرهم.
ثم إضافة ملا صدرا قائلاً : ( و جميع هؤلاء قد ذهبوا إلى القول بالمعادين الجسماني والروحاني معاً ذهاباً إلى أن النفس المجردة تعود إلى البدن ، إلاّ أنّهم اختلفوا في جانب البدن ، أهو هذا البدن بعينه أو بمثله ؟ وهل يشترط في العينية
ــــــــــــــــ
١. صدرالمتألهين ، المبدأ والمعاد ، ص ٤٦٤.
٢. القاضي الجرجاني ، شرح المواقف ، ص ٢٩٧ ؛ المبدأ والمعاد ، ص ٤٦٥.
٣. المبدأ والمعاد ، ص ٤٦٥.
٤. المصدر السابق ، ص ٤٦٤.
٥. المصدر السابق ، ص ٤٦٥.