ثم أنه ذکر النص الذي اختلف فيه بينهما ، وهو في التوراة العبرية هکذا جاء : ( أليس مکنوزاً عندي مختوماً عليه في خزائني ، لي النقمة والجزاء في وقت تزل أقدامهم ). (١) وأما النص الوارد في النسخة السومرية فهو : ( أليس عندي مجموعاً مختوماً في خزائني إلى يوم الانتقام والمکافأة ، وقت تزل أقدامهم ، إذ قريب يوم تعنتهم وتسرع المستعدات إليهم ، إذ يدين الله قومه ، وعن عبيده يصفح ، إذ يري إن زلت اليد ، وانقرض المحاصر والمطلق ، ويقولون أين آلهتهم القوية التي استضلوا بها ، التي شحوم ذبائحهم يأکلون ويشربون خمر سکبهم ، تقوم وتعينکم وتکون سترة ، انظروا الآن إنني أنا هو إلهه أنا أميت وأحيي ، أمرضت وأنا أشفي وليس من يدي مخلص ). (٢)
وقد نقل الدکتور حسن ظاظا عن صاحب التفسير القويم بأن فسر الانتقام المکافأة الوارد ذکرها في النص المتقدم ب « النقمة والجزاء » الدنيوي ، فقال : ( تعني أنا المنتقم والمجازي لا سواي ، يقول الرب ، ويقوله في نسخة السومريين لأنه مکتوب : لي النقمة وأنا أجازي بقول الرب في وقت تزل أقدامهم ، وزلة القدم هنا استعارة للخطأ ). (٣)
وفيه أن هذا التفسير راجع لنظر وفهم صاحب التفسير المذکور ، وليس هو بحجة علي اليهود ، ولکن ذکرناه هنا للدلالة على أنّ النص الوارد في النسخة العبرانية ليس بصريح في المعاد ويوم القيامة ، کما عليه النص في النسخة السومرية ، ولذا جعل هذا الأمر صاحب التفسير يحمله على المعاد الدنيوي ، بينما يرى اليهود السومريون أن قوله : « الانتقام والمکافأة » يدل بصراحة على قيام الناس من القبور للقاء الله ، فيجزيهم على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا ، کما نقل ذلک الدکتور أحمد السقا.
ــــــــــــــــ
١. المصدر السابق.
٢. نقلاً عن : التوراة السومرية ، سفر تثنية الإشتراع ص ٣٨ ـ ٤٣ ، الناقل د. فرج الله في کتابه اليوم الآخر ، ص ١٤٥.
٣. المصدر السابق ، ص ١٤٤.