هذه المسألة بهذا النحو من الاهتمام والبحث کما حظيت به على يد الحکيم الکبير صدر الدين الشيرازي ، حتى قبل فيه أنه مبتکرها ، فقد عجز بعض الفلاسفة القدماء عن إثباتها ، بل يرون الحرکة فيها تلزم من تحقق الحرکة فيها تلزم من تحقق الحرکة من غير موضوع ثابت ، في الوقت الذي يعد من أهم أرکانها ، بالشکل الذي يتوافق مع تعريفهم للحرکة ، الذي جاء فيه : ( الحرکة عبارة عن خروج الشيء من القوة إلى الفعل تدريجاً ) ، (١) فقد ذکر الشيخ الرئيس في باب الحرکة الجوهرية ما هذا لفظه : ( ... أما الجوهر فإن قولنا أن فيه حرکة قول مجازي ؛ فإن هذه المقولة لا يعرض فيها الحرکة ؛ وذلک لأن الطبيعة الجوهرية إذا فسدت تفسد دفعة ، وإذا حدثت تحدث دفعة واحدة ، فلا يوجد بين قوتها الصرفة وفعلها الصرف کمال متوسط ؛ وذلک لأن الصورة الجوهرية لا تقبل الاشتداد والتنقص ؛ وذلک إذا قبل الاشتداد والتنقص لم يخلُ ، إما أن يکون الجوهر هو في وسط الاشتداد والتنقص يبقى نوعه أو لا يبقى ، فإن کان يبقى نوعه ما تغيرت الصورة الجوهرية ، بل إنّما تغير عارض للصورة فقط ، فيکون الذي کان ناقصاً فاشتد قد عدم ، والجوهر لم يعدم ، فيکون هذا استحالة ، أو غيرها لاکوناً ، وان کان الجوهر لا يبقى مع الاشتداد فيکون الاشتداد جلب جوهراً آخر ، وکذلک في کل آن يفرض للاشتداد يحدث جوهراً آخر ، ويكون الأول قد بطل ويکون بين جوهر وجوهر إمکان أنواع جوهرية على غير النهاية بالقوة کما في الکيفيات ). (٢)
ويمکننا أن نستشف من کلامه هذا ، أنه مبني على أساس ما يعتقد به الشيخ الرئيس في فلسفته من أصول موضوعة وهي :
١. عدم قبول التشکيک الخاصى بالوجود.
٢. تفسير الإدراک على أساس التقشير.
ــــــــــــــــ
١. لاحظ : العلامة محمد حسين الطباطبائي ، کتاب بداية الحکمة ، المرحلة العاشرة ، الفصل الثالث ، ص ١٥٣.
٢. الشيخ الرئيس ابن سينا ، کتاب الشفاء ، قسم الطبيعيات ، ص ٦٤.