عبدالله بن مطيع خروجه على يزيد أبان ما كان من موقعة الحرّة الشهيرة (١) مع أن يزيد كان فاسقاً كافراً باجماع أهل الحق من هذه الاُمّة.
ويدل على خوفه أيضاً ما رواه الهيثمي بسنده عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : «سمعتُ الحجاج يخطب ، فذكر كلاماً انكرته ، فاردت ان أغيّر ، فذكرت قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ، قال : قلت : يا رسول الله ! كيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء لما لايطيق » (٢).
ويظهر من تاريخ ابن عمر أنّه وقرَ هذا الحديث في سمعه وطبقه في غير موضعه مراراً في حياته.
منها : مبايعته ليزيد حينما خاف سيفه ولم ينكر عليه كما أنكر الاحرار من هذه الاُمّة.
ومنها : أنّه حينما أمن من سوط أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وسيفه ، لم يبايعه واعتزل الأمر ، ولو كان هناك أدنى خوف على حياته لبايع راغماً.
ومنها : سكوته على التعريض المباشر الذي وجهه إليه معاوية بعد أحداث قصة التحكيم المعروفة بقوله كما في صحيح البخاري : « من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه ، ولنحن أحقّ به منه ومن أبيه » (٣).
وقد صرّح العلماء بأن مراد معاوية بقوله : (منه ومن أبيه) هو التعريض
____________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٤٧٨ / ١٨٥١ ، كتاب الامارة ، باب رقم ١٣.
(٢) كشف الأستار عن زوائد مسند البزار على الكتب الستة / نور الدين الهيثمي ٤ : ١١٢ / ٣٣٢٣ ، ط ٢ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٤٠٤ هـ.
(٣) صحيح البخاري ٥ : ١٤٠ كتاب بدء الخلق ، باب غزوة الخندق.