شارب الخمر ، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور ، ومثلي لايبايع مثله» (١).
بهذه الكلمات أعلن الحسين عليهالسلام ثورته على الحكم الأموي الفاسد على عظمته وجبروته وقسوته في مؤاخذة الخارجين عليه.
وكان على الحسين عليهالسلام وحده أن ينهض بهذا الدور ، لقد كانت الثورة قدره المحتوم ، أما الآخرون الذين أبوا البيعة ليزيد فلم يكن لهم عند المسلمين ما للحسين من المنزلة وعلو الشأن ، أما ابن عمر فسرعان ما سلم قائلاً : «إذا بايع الناس بايعت» (٢). واما ابن الزبير فقد كان الناس يكرهونه ويتهمونه بأنه يريد الأمر لنفسه ، فلم تكن دوافعه دينية خالصة ، وإنّما كان يدفعه الطمع في الخلافة ، وما كان الناس يرونه لذلك أهلاً.
وإذن ، فقد وجد الحسين عليهالسلام نفسه وجها لوجه أمام دوره التاريخي : الحكم الأموي بكل مافيه من ارتداد وفساد وانحطاط ورجعية وظلم وجور ، والأمة المسلمة بذلها وجوعها وحرمانها ، ومركزه العظيم في المسلمين ، كل ذلك وضعه وجها لوجه أمام دوره التاريخي ، وخطط له المصير الذي يتحتم عليه أن يصنعه لنفسه. وعند ذلك أعلن ثورته بهذه الكلمات التي مرت عليك ، وقد أجمل فيها أسباب هذه الثورة : التهتك ، والتطاول على الدين ، والاستهتار بحقوق الشعب ، هذه هي أسباب ثورة الحسين عليهالسلام.
__________________
(١) أعيان الشيعة ٤ ، قسم أول : ١٨٣ ـ ١٨٤.
(٢) تاريخ الطبري ٤ : ٢٥٤ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٢٦٥.