هو يقول لأخيه محمد بن الحنفية في وصيته له :
«إني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ولا مفسدا ، ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أُمة جدي ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. فمن قبلني بقبول الحق فاللّه أولى بالحق ، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي اللّه بيني وبين القوم بالحق ، وهو خير الحاكمين».
فالإصلاح في أُمة جده صلىاللهعليهوآله هو هدفه من الثورة.
ثمّ إنه لم يقل : فمن قبلني لشرفي ، ومنزلتي في المسلمين ، وقرابتي من رسول اللّه ، وما إلى ذلك ... لم يقل شيئا من هذا .. إن قبوله يكون بقبول الحق فهذا داع من دعاته ، وحين يقبل الناس داعي الحق فإنما يقبلونه لما يحمله إليهم من الحق والخير ، لا لنفسه ، وفي هذا تعال وتسام عن التفاخر القبلي الذي كان رأس مال كل زعيم سياسي أو ديني في عصره عليهالسلام.
وظهر العنصر الاجتماعي في ثورة الحسين أيضا حين التقى مع الحر بن يزيد الرياحي ، وقد كان ذلك بعد أن علم الحسين بتخاذل أهل العراق عنه بعد بيعتهم له ، وبعد أن انتهى إليه نبأ قتل رسوله وسفيره إليهم مسلم بن عقيل ، وبعد أن تبين له ولمن معه المصير الرهيب الذي ينتظرهم جميعا ، فقد خطب الجيش الذي مع الحر قائلاً :
«أيها الناس إن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال : من رأى سلطانا جائرا ، مستحلاً لحرام اللّه ناكثا لعهد اللّه ، مخالفا لسنة رسول اللّه ، يعمل في عباد اللّه بالاثم والعدوان ، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا على اللّه أن يدخله