عارهم ، والإثم عنهم في مقتله إلاّ بقتل من قتله أو القتل فيه. ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة : سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيب بن نجبة الفزاري ، وعبداللّه بن سعد بن نفيل الأزدي ، وعبداللّه بن وائل التميمي. ورفاعة بن شداد البجلي.
وكتب سليمان بن صرد إلى سعد بن حذيفة بن اليمان ومن معه من الشيعة بالمدائن بأمرهم فأجابوه إلى دعوته. وكتب إلى المثنى بن محربة العبدي في البصرة والشيعة هناك فأجابوه إلى ذلك.
وكان أول ما ابتدأوا به أمرهم بعد قتل الحسين عليهالسلام سنة إحدى وستين ، فما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس في السر إلى الطلب بدم الحسين ، فكان يجيبهم القوم بعد القوم والنفر بعد النفر من الشيعة وغيرها. فلم يزالوا كذلك حتى هلك يزيد لعنه اللّه ، فخرجت طائفة منهم دعاة ، يدعون الناس ، فاستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد أضعاف من كان استجاب لهم قبل ذلك. وخرجوا يشترون السلاح ظاهرين ، ويجاهرون بجهازهم وما يصلحهم.
حتى إذا كانت ليلة الجمعة ، لخمس مضين من شهر ربيع الآخر ، سنة خمس وستين (٦٥ هـ) خرجوا ، وتوجهوا إلى قبر الحسين عليهالسلام فلما وصلوا إليه صاحوا صيحة واحدة ، فما رأي يوم أكثر باكيا منه ، وقالوا :
«يا رب. إنا قد خذلنا ابن بنت نبينا ، فاغفر لنا ما مضى ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وارحم حسينا وأصحابه الشهداء الصديقين. وأنا نشهدك يا رب إنا على مثل ما قتلوا عليه ، فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من