ضغط إلحاح عامة رجاله.
أرسل أبو جعفر لمواجهة هذه الثورة جيشا معظمه من الخراسانيين الموالين للدولة العباسية ، بقيادة ولي عهده عيسى بن موسى العباسي ، فحاصر المدينة ، واستمرت الحرب أياما حتى قتل محمد النفس الزكية رحمهالله.
ولم تخل هذه الثورة من شائبة توضيف بعض المعتقدات الدينية بطريقة خاطئة للاستحواذ على عواطف الناس ، وإن لم يكن صاحب الثورة هو سببها والمسؤول الأوّل عنها ، إذ أشاع بعض أتباعه أن محمدا هذا هو المهدي الموعود الذي أخبر النبي صلىاللهعليهوآله به وبظهوره ، ومن هنا كان أول ظهور لزيادة في تسمية المهدي الموعود على الحديث النبي المعروف «لاتقوم الساعة حتى يملك الناس رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» فجاءت الزيادة عليه «واسم أبيه اسم أبي» إذ النفس الزكية هو محمد بن عبداللّه بن الحسن ، فإسم أبيه أيضا يواطئ اسم أب النبي صلىاللهعليهوآله (١).
لذلك كان الأمام جعفر الصادق عليهالسلام إذا رأى محمد النفس الزكية تغرغرت عيناه ، ثم يقول : بنفسي هو ، إن الناس ليقولون فيه إنه المهدي ، وإنه لمقتول ، ليس هذا في كتاب أبيه علي من خلفاء هذه الأمة (٢).
وانتهت ثورة النفس الزكية ، وبقي أخوه إبراهيم الذي لايزال متخفيا في
__________________
(١) راجع في تحقيق ذلك : الدكتور السيد ثامر هاشم العميدي / المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي : ٧٦ ـ ٨١ ، مركز الرسالة ، ط ٢ ، ١٤٢٥ هـ.
(٢) تفصيل أخبار هذه الثورة في : مقاتل الطالبيين : ٢٠٦ ـ ٢١٧ ، تاريخ الطبري٧ : ٥١٧ ـ ٦٠٩ ، الكامل في التاريخ ٥ : ١٣٧ ـ أحداث سنة ١٤٤ و ١٤٥ هـ ، الفخري في الآداب السلطانية : ١٦١ ـ ١٦٣.