البصرة يدعو الناس إلى البيعة لأخيه ، بعد جولة طويلة من التخفي والدعوة قضاها في مدن عديدة ، منها : عدن ، والكوفة ، والموصل ، والانبار ، وبغداد ، والمدائن ، وواسط ، وقد نجحت دعوته في البصرة إلى حد كبير ، وامتدت إلى الأهواز ، وتسلل إليه الكثير من الناس من المدن الأخرى يبايعون له.
أدرك أبو جعفر خطورة الأمر ، فأرسل إلى قائد جيشه الذي كان يقاتل الخوارج في الجزيرة يأمره بالعودة والتوجه إلى البصرة ، لكن أهالي بعض المدن الواقعة على الطريق اعترضوا هذه الجيش بقولهم : لا ندعك تجوز لتنصر أباجعفر على إبراهيم. وكانت معارك من هذا القبيل تدور في أنحاء مختلفة.
هنا أعلن إبراهيم ثورته ، في عام ١٤٥ هـ نفسه ، وحاصر مع بعض جنده دار الإمارة بالبصرة واستولى عليها ، ثم استولى على الأهواز وماجاورها ، ونجح في إلحاق الهزيمة بالجيش العباسي في هذه المدن كلها ، يقول الطبري : فصارت البصرة والأهواز وفارس في سلطان إبراهيم.
وكان إلى جانب إبراهيم ومن أهم رجاله : عيسى بن زيد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين السبط ، وهو زعيم الشيعة الزيدية في عصره. ومعه أيضا رجال المعتزلة ، وأعلن أبو حنيفة تأييده له جهرا ، وأفتى الناس بالخروج معه. فكان لهذه المواقف أثر كبير في انضمام الأنصار لهذه الثورة ، وفي تعزيز موقعها في القلوب والنفوس.
وكان الموقف أكثر من ذلك ، إذ يقول أبو الفرج الاصفهاني : «ولم يتخلف أحد من الفقهاء ـ عن نصرة هذه الثورة ـ ومن هؤلاء الفقهاء : عباد بن العوام ، وأبو العوام القطان ، وهو من جملة محدثي البصري ومن أصحاب الحسن