يقول الدكتور محمد جمال الدين سرور أستاذ التاريخ الاسلامي في جامعة القاهرة : «اتجهت سياسة الفاطميين بعد أن امتد نفوذهم إلى مصر في عهد المعز لدين اللّه الفاطمي سنة ٣٥٨ هـ (٩٦٩ م) إلى استعادة المدن التي استولى عليها البيزنطيون في شمال الشام».
وهكذا أصبحت الدولة الجديدة ذات كيان خطير قضى على الدويلات وجمع الشمل في إطار يشدها لتواجه الأحداث الرهيبة ، وكان في أولها حفظ بلاد الشام واسترداد ما تساقط منها في أيدي الروم الذين وصلوا في إحدى نوباتهم في عهد الإمبراطور حنا زيمسكيس ، سنة ٩٧٥ م ، ٣٦٥ هـ ، إلى حمص وبعلبك واضطرت دمشق نفسها إلى التسليم ودفع الجزية لهم ثم ساروا فاستولوا على بعض مدن الساحل مثل صيدا وبيروت.
وظل الروم يتقدمون وظلت الاستعدادات الفاطمية تتوالى لإنقاذ الشام حتى اصطدمت بالروم في طرابلس الشام برا وبحرا فأوقعت الهزيمة بهم فارتدت قواهم إلى أنطاكية.
وقد كان للأسطول الفاطمي الشأن العظيم في دفع عادية الروم ثم الصليبيين.
وكانت أوروبا تحاول ضرب الدولة الجديدة قبل أن يشتد ساعدها ويعلو أمرها فهاجمتها في مواقعها الأوروبية لتقضي عليها فيها ولكن الفاطميين صمدوا لأوروبا في بلادها كما صمدوا لها في بلاد الشام وغير بلاد الشام. ويحدثنا ابن الأثير عن واحدة من المعارك الرهيبة التي خاضها الفاطميون في