سبيل صون الوطن الإسلامي سنة ٣٥٤ هـ ، وذلك قبل امتداد دولتهم إلى مصر. ولما كانت هذه المعركة من أروع الصفحات في تاريخنا العسكري فإننا ننقل وصفها بنصه من ابن الأثير :
« ... ذلك أن أحمد بن الحسن والي المعز على صقلية أرسل يستمده فبعث إليه المعز المدد بالعساكر والأموال مع أبيه الحسن وجاء مدد الروم فنزلوا عبر سهل (مسيني) وزحفوا إلى رمطة ومقدم الجيش الفاطمي الحسن بن عمار وابن أخيه الحسن بن علي.
فأحاط الروم بهم وعظم الأمر على المسلمين فاستماتوا وحملوا على الروم وعقروا فرس قائدهم منويل فسقط عن فرسه فقتل هو وجماعة من البطارقة معه وانهزم الروم وتتبعهم المسلمون بالقتل وامتلأت أيديهم بالغنائم والأسرى. ثم فتحوا مدينة رمطة عنوة وغنموا ما فيها وركب فل الروم من صقلية وجزيرة (ريو) في الأساطيل ناجين بأنفسهم فأتبعهم الأمير أحمد وأصحابه في الماء وأحرقوا كثيرا من مراكبهم فغرقت وكثر القتل في الروم فانهزموا لا يلوي أحد على أحد» (١).
هذه المعركة خلدها الشاعر محمد بن هاني الأندلسي بقصيدة فريدة يخاطب بها الخليفة الفاطمي المعز لدين اللّه تعد من أسمى ما في تراثنا الشعري من روائع الكفاح البطولي ، يقول ابن هاني :
يومٌ عريضٌ في الفَخار طويلُ |
|
لا تنقضي غُررٌ له وحُجولُ |
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٧ : ٢٨٤ ـ ٢٨٥ «نحوه» ، أحداث سنة ٣٥٤ هـ.