مَسحتْ ثُغورُ الشام أدمعَها به |
|
ولقد تبلّ التُرْبُ وهي هَمولُ |
وجلا ظلامُ الدينِ والدنيا بهِ |
|
مَلِكٌ لما قال الكرام فَعولُ |
متكشّفٌ عن عَزمةِ عَلَويةٍ |
|
للكُفرِ منها رَنَّةٌ وعويلُ |
للّه عينا من رأى إخباته |
|
لمّا أتاه بريدها الأجفيلُ |
وسجودُهُ حتى التقى عَفْرُ الثرى |
|
وجَبينُهُ والنَظمُ والإكليلُ |
لو أبصرتْكَ الرومُ يومئذٍ دَرَتْ |
|
أنَّ الإلـهَ بما تشاءُ كفيلُ |
إن التي رام (الدمستقُ) حربها |
|
للّه فيها صارمٌ مسلولُ |
نامت ملوكٌ في الحشايا وانثنتْ |
|
كَسْلَى وطرفُكَ بالسُهاد كحيلُ |
تُلهيكَ صَلْصَلَةُ العوالي كلّما |
|
ألهتْ أولئكَ قِينةٌ وشَمولُ |
وفيما قاله الدكتور محمد كامل حسين يتضح لنا الجانب الآخر من الصورة الفاطمية؛ فإذا كان الفاطميون قد أقاموا الوحدة بعد التجزئة ، وأنشؤوا الجيش الضخم والأسطول الفخم ، فحموا بذلك العالم الإسلامي من أكبر كارثة كانت ستحل به ، فإنهم إلى جانب ذلك قد وضعوا منذ الساعة الأولى لحكمهم خطة هي أن يقوم هذا الحكم على قواعد ثابتة من العلم والمعرفة ، وخططوا كما نقول اليوم لسياسة تعليمية شاملة ترتكز على إنشاء جامعة كبرى ، ثم على تفريغ العلماء للعلم وحده ، فلا يشغلهم شاغل العيش عن الانصراف إلى العلم ولا يلهيهم الفقر عن التوسع في البحث والدرس ، فجعلوا لهم موارد من الرزق تضمن لهم العيش الكريم ثم أرسلوا يستدعون العلماء من الخارج. وقد اشتد هذا المنهج واتسع وقوي بعد إقامة الوحدة بضم البلاد الأخرى إلى مصر