ـ عبد الجليل مخلوف الصقلي (٥٤٩).
ـ أبوبكر الطرطوشي (٥٢٥). وغيرهم العديد والوافر.
وكان الحاكم يأمر بإحضار جماعة من المتخصصين في كل علم بعضهم من أهل الحساب والمنطق ، والفقهاء والأطباء للمذاكرة بين يديه ، فكانت تحضر كل طائفة على انفراد ثم يخلع الحاكم على الجميع ويصلهم.
ومن أبلغ ما ورد في هذا الشأن ما قاله ابن أبي أصيبعة : «أنه لما وصل المهذب ـ وكان فاضلاً في صناعة الطب ـ إلى الشام من بغداد أقام بدمشق مدة ولم يحصل له بها ما يقوم بكفايته ، وسمع بالديار المصرية وإنعام الخلفاء فيها وكرمهم وإحسانهم إلى من يقصدهم ولا سيما أرباب العلم والفضل ، فتوجه إلى مصر فوهبت له الأموال وأقام فيها مكرما».
إضافة إلى هذا فقد تفرد الفاطميون بإنشاء دور الكتب الكبرى في الإسلام ، وبلغت تلك الدور حدا عجيبا واجتمع فيها ما يثير اليوم دهشتنا. ويكفي أن مكتبة القصر وحدها مثلاً كانت تضم ستمئة ألف وألف كتاب (٦٠١٠٠٠) ولتسهيل المطالعة على المراجعين كانوا يقتنون من أمهات الكتب الكبرى التي تكثر حاجة الناس إليها كانوا يقتنون منها عشرات النسخ ، فقد كان يوجد من (تاريخ الطبري) وحده ألف ومائتا نسخة ، منها نسخة بخط ابن جرير نفسه ، ومن كتاب (العين) نيفا وثلاثين نسخة منها بخط الخليل ، إلى غير ذلك من هذا وأشباهه.
وأدرك الدولة الفاطمية ما يدرك غيرها من الدول في أيامها الأخيرة ،