على رأس جيش كبير مقتحما بلاد الروم (البيزنطيين).
فيخرج إليه ملك الروم في مائتي ألف مقاتل ، وهو عدد لا قبل للأمير المغامر الصغير بملاقاته ، فيعمل فكره ويلجأ إلى المراوغة والتقهقر المنتظم حتى يطمع فيه الجيش المدافع ، حتى إذا سحب جيش الأعداء إلى الأرض التي يريدها بين حصني زياد وسلام انقض الأمير الفارس عليهم فأعمل فيهم الضرب والقتل ، وأنزل بهم شر الهزائم وأسر منهم سبعين بطريقا ، كما أخذ سرير الدمستق وكرسيه ، وكان ذلك موافقا لعيد الأضحى لسنة ٣٢٦ هـ.
وينشغل الأمير الحمداني في محاربة أعداء مملكة أخيه ويقيم تارة في الموصل وتارة أخرى في نصيبيين ولا يكاد يمضي عامان على غزوته الظافرة لبلاد الروم حتى يقدم على غزوة جديدة فيتجه من نصيبين نحو بلاد الروم حتى يصل إلى قاليقلا ، وكان بالقرب منها مدينة جديدة يجد الروم في إنشائها وأطلقوا عليها اسم «هفجيج» ، ولا يكاد الروم يحسون بمسير الأمير العربي إلى مدينتهم التي لم ينتهوا من إنشائها بعد ، حتى يخربوها ويولوا الأدبار ، ويتوغل سيف الدولة في أرض البيزنطيين ، وتطأ أقدامه مواطئ لم يصل إليها أحد من المسلمين قبله ، وفي تلك الأثناء يصل إلى الأمير كتاب من ملك الروم يحوي بعض التهديد فيرسل سيف الدولة إليه بالجواب السريع العزيز العنيف ، ولا يكاد يقرأه ملك الروم حتى يستبد به الغيظ ، ويستنكر أن يخاطب بمثل ذلك الذي خاطبه به الأمير الشاب ويردف قائلاً : يكاتبني هذه المكاتبة كأنه قد نزل على قلونيه؟! إستفظاعا للأمر ، ويبلغ القول مسامع سيف