والصنوبري ، ومدّاحه المتنبي والسلامي والوأواء الدمشقي والببغاء والنامي وابن نباتة السعدي والصنوبري وغيرهم.
ولقد تخرج في ندوة سيف الدولة كثير من علماء العصر ، كما كانت هذه الندوة سببا في صقل كثير من المواهب الشعرية ، وفي مقدمة الذي تخرجوا في ندوة الأمير من الأدباء؛ الكاتب الشاعر أبوبكر الخوارزمي ، شيخ أدباء نيسابور ، الذي كان يقول : ما فتق قلبي وشحذ فهمي وصقل ذهني وأرهف لساني وبلغ هذا المبلغ بي إلاّ تلك الطرائف الشامية ، واللطائف الحلبية التي علقت بحفظي ، وامتزجت بأجزاء نفسي.
وممن ضمتهم هذه الندوة وتخرجوا فيها من غير الشعراء المشهورين؛ أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني ، الناقد ، صاحب كتاب (الوساطة بين المتنبي وخصومه) ، وأبو الفتح بن جني ، اللغوي النابه ، وأبو الطيب اللغوي ، وأبو علي الفارسي ، الذي كان مؤدبا لعضد الدولة البويهي.
ولم تكن ندوة الأمير مدرسة يتخرج فيها من يسعده الحظ بالتردد عليها وحسب ، بل لقد تتلمذ عليها على بعد الشقة كثير من الأدباء الذي كانوا يلتقطون ما يصدر عنها من بدائع وذخائر ، حتى أن أديبا كبيرا كالصاحب بن عباد وكان صاحب ندوة لا تقل كثيرا عن ندوة سيف الدولة ، هذا الأديب الكبير كان يحرص ـ فيما يقول الثعالبي ـ على تحصيل الجديد من الشعر الذي يصدر عن شعراء الندوة ويستملي الطارئين عليه من حلب ما يحفظونه من البدائع واللطائف ، حتى كتب دفترا ضخم الحجم كان لا يفارق مجلسه ، ولا