سيف الدولة صدقة. وكانت مدة ولايته اثنتين وعشرين سنة.
وقد خضعت له القبائل الفراتية وامتدت إمارته إلى البصرة وواسط والبطيحة والكوفة وهيت وعانة والحديثة ، وسيطر على أقوى القبائل العراقية لذلك العهد مثل خفاجة وعقيل وعبادة وقبيلة جاوان الكردية.
وقد اهتم بالشؤون الإدارية والعمرانية والثقافية. ورأى أفضل ما يعينه على ذلك هو العدل في الحكم. هذا عدا عما كان يلقاه العلماء والأدباء في كنفه من الرعاية فأقبلوا عليه من كل ناحية.
وانتهت حياة صدقة سنة ٥٠١ قتلاً في حربه مع السلاجقة. وبعد وفاة السلطان محمد السلجوقي أطلق ولده محمود ، دبيسا بن صدقة الذي كان في أسر أبيه وأعاده إلى الحلة سنة ٥١٢ فأنشأ الدولة من جديد.
قال فيه ابن خلكان في وفيات الأعيان : « ملك العرب صاحب الحلة المزيدية ، كان جوادا كريما ، عنده معرفة بالأدب والشعر وتمكن في خلافة المسترشد واستولى على كثير من بلاد العراق ، وهو من بيت كبير. ودبيس هو الذي ذكره الحريري صاحب المقامات في المقامة التاسعة والثلاثين بقوله : والأسدي دبيس ، لأنه كان معاصرا له فرام التقرب إليه في مقاماته ولجلالة قدره ، وله نظم حسن ... » (١).
وقال فيه ابن الطقطقا في الآداب السلطانية « كان صاحب الدار والجار والحمى والذمار ، وكانت أيامه أعيادا ، وكانت الحلة في زمانه محط الرحال
__________________
(١) وفيات الأعيان ٢ : ٤٩٠.