وملجأ بني الآمال ومأوى الطريد ومعتصم الخائف الشريد ... » (١).
وقد تمكنت سلطته في البلاد واجتمعت عليه القبائل العربية والكردية. وأغضبه الخليفة المسترشد فجمع جيوشه ودخل بغداد وضرب سرادقه بإزاء دار الخلافة وهدد المسترشد ، فاسترضاه المسترشد فرجع إلى الحلة.
وقام صراع بينه وبين السلاجقة فانتصر عليهم عند نهر بشير شرقي الفرات سنة ٥١٦.
وامتد الصراع إلى أن اضطر دبيس للجلاء عن الحلة ، ثم عاد إليها وتكرر الجلاء والعودة. إلى أن دعاه إليه السلطان مسعود السلجوقي وبعد أن أكرمه عاد فغدر به وقتله سنة ٥٢٩. وقد استمرت الإمارة المزيدية بعده حتى سنة ٥٤٥ إذ انتهت بموت علي بن دبيس.
وفي رجال هذه الدولة يقول العماد الأصفهاني «ملوك العرب وأمراؤها بنو مزيد الأسديون النازلون بالحلة السيفية على الفرات : كانوا ملجأ اللاجئين ، وثمال الراجين ، وكنف المستضعفين تشد إليهم رحال الآمال وتنفق عندهم فضائل الرجال ، وأثرهم في الخيرات أثير ، والحديث عن كرمهم كثير. وكان صدقة يهتز للشعر اهتزاز الاعتزاز ، ويخص الشاعر من جوده بالاختصاص والامتياز ، ويؤمنه مدة عمره من طارق الأعواز ، يقبل على الشعراء ويمدهم ، جميل الإصغاء ، وجزيل العطاء».
__________________
(١) الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية : ٢٨٢ ، مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة ، تحقيق ممدوح حسن محمد.