ما نسبه ابن الجوزي إلى الضحاك والزجّاج ، قال : والثالث : انهم أهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأزواجه ، قاله الضحاك ، وحكى الزجّاج : انهم نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والرجال الذين هم آله. (١)
ويلاحظ عليه ما يلي من أمور ، بعد تأكيد أن هذا القول مثل سابقه في مخالفته للمواصفات المطروحة لمقام أهل البيت في الآية الشريفة ، ولكثير من الملاحظات التي أوردناها :
١ ـ إن الرواية متأخرة من حيث الصدور عن العصر الإسلامي الأول ، وهي مخالفة لعدد كبير من النصوص الصحيحة التي خصصت الآية بالخمسة من أصحاب الكساء ، وهي بالتالي اجتهاد في مقابل النص.
فإن قيل بأن الضحاك لم يرتئيها ، وإنما جاء حديثه عن ابن عباس ، وابن عباس معاصر لزمان النص ، قلنا : هذا أول الكلام من عدة جهات ، أذكر منها : الأول : لما عرفت بأن ابن عباس له رواية معارضة لهذا الخبر وبالتالي فالتعارض يسقط الروايتين في الأقل ، والثاني : لأن الضحاك نفسه متهم في روايته عن ابن عباس ، وهو ما يؤكده ابن الجوزي نفسه ، (٢) وهو ما يؤكده العقيلي في ما نقله عن شعبة ، (٣) بل هو متهم في كل من روى عنه وفقاً لافادة ابن عدي. (٤)
____________________
(١) زاد المسير ١٩٨ : ٦.
(٢) الضعفاء والمتروكين ٦٠ : ٢ رقم ١٧١٤ ابن الجوزي الحنبلي (ت ٥٩٧ه) دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤٠٦ هـ.
(٣) الضعفاء ٢١٨ : ٢ رقم ٧٥٨ محمد بن عمر العقيلي (ت ٣٢٢ه) دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٩٨٤ ط ١. وقد نقل عن يحيى ابن سعيد قوله : كان الضحاك عندنا ضعيفاً.
(٤) الكامل في ضعفاء الرجال ٩٥ : ٤ ـ ٩٦ رقم ٩٤٤ لابن عدي الجرجاني (ت ٣٦٥ هـ) دار الفكر ـ بيروت ١٩٨٨ ط ٣.
أقول : أدرجة الذهبي في المغني في الضعفاء : ٣١٢ رقم ٢٩١٢ ، وقال العسقلاني عنه : =